للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيان معنى النعم وأنّ الحمد منها

وقد روى ابن ماجه (١) من حديث أنس مرفوعًا: "ما أنعم الله عَلَى عبدٍ نعمةً فَقَالَ: الحمد لله إلاَّ كان ما أُعْطِي أفضلَ مما أخذ".

وكذا قَالَ عمر بن عبد العزيز والحسن وغيرهما من السَّلف.

وأُشكل ذلك عَلَى كثير من العُلَمَاء قديمًا وحديثًا، وعلى ما قررناه معناه ظاهرٌ، فإنَّ المراد بالنعم: النعم الدنيوية، والحمد: من النعم الدينية.

والنعم الدينية أفضل من النعم الدنيوية، ولكن لما كان الحمد منسوبًا إِلَى العبد لفعله له، وقيامه به، جعله الله معطيًا لأعظم النعمتين، مكافئًا بها للنعمة الأخرى.

ولهذا جاء في الأثر "الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويدافع نقمه ويكافئ مزيده" (٢).

فبهذا الاعتبار يكون الحمد ثمنًا للجنة.

...


(١) برقم (٣٨٠٥) وقال في الزوائد: إسناده حسن، شبيب بن بشر مختلف فيه.
(٢) أورده المنذري في التركيب (٢٤٢٨ - دار الكتب العلمية) بلفظ: روي، وعزاه للبخاري في "الضعفاء".