للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع أموري، وأسألك الصبر عَلَى ما ابتليتني.

ورُوي عن أبي طلحة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال في بعض غزواته حين لقي العدو: "يَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. قال أبو طلحة: فَلَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجَالَ تُصْرَعُ" (١) خرَّجه أبو الشيخ الأصبهاني.

فالعبد محتاج إِلَى الاستعانة بالله في مصالح دينه ودنياه، كما قال الزبير في وصيته لابنه عبد الله بقضاء دينه: إن عَجزتَ فاستعن بمولاي.

فَقَالَ له: يا أبت من مولاك؟ قال: الله.

قال: فما وقعت في كُربة من دَيْنِهِ إلا قلتُ: يا مولى الزبير، اقض عنه دينه فيقضيه؟.

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في أول خطبة خطبها عَلَى المنبر: ألا إن العرب جمل أنف قد أَخَذْتُ بخطامه، ألا وإني حامله عَلَى المحجة ومستعن بالله عليه.

وكذلك يحتاج العبد الاستعانة بالله عَلَى أهوال ما بين يديه من الموت وما بعده.

لما احتضر خالد بن الوليد قال رجل ممن حوله: والله، إنه ليسؤه -يعني: الموت- قال خالد: أجل، فأستعين الله عز وجل.

وبكى عامر بن عبد الله بن الزبير عند موته وقال: إِنَّمَا أبكي عَلَى حر النهار وبرد القيام -يعني: صيام النهار وقيام الليل- وقال: إني أستعين الله عَلَى مصرعي هذا بين يديه.

ومن كلام بعض المتقدمين: يا رب، عجبت لمن يعرفك يرجو غيرك!

عجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك!.


(١) أخرجه ابن السني في "عمل اليوم الليلة" (٣٣٤)، والطبراني في الأوسط (٨١٦٣)، وذكره الهيثمي في "المجمع" (٥/ ٣٢٨) وقال: وفيه عبد السلام بن هاشم وهو ضعيف.