للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيث قالوا، يكون لها ما سقط منهم، وتخلف فتسوقهم سوق الجمل الكبير".

وخرج الإمام أحمد (١) والنسائي (٢) والحاكم (٣) من حديث أبي ذر قال: "حدثني الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - أن الناس يحشرون عَلَى ثلاثة أفواج؛ فوج راكبين [ ... ] (٤) طاعمين كاسين، وفوج يمشون ويسعون، وفوج تسحبهم الملائكة عَلَى وجوههم وتحشرهم النار. فَقَالَ قائل منهم: هذان قد عرفناهما فما بال هؤلاء الذين يسعون ويمشون؟!

قال: يُلْقي الله الآفة عَلَى الظهر حتى لا يبقى ظهر، حتى أن الرجل ليكون له الحديثة المعجبة فيغطيها بالشارف ذي القتب، فلا يقدر عليها، فقد تضمنت هذه الأحاديث أمرين: أحدهما: أن الناس تحشرهم النار إِلَى المحشر.

وفي حديث أنس وعبد الله بن عمرو، أنهم يحشرون إِلَى المغرب، والظاهر أنَّه أريد بالمغرب مغرب المدينة، وهو الشام، ويدل عَلَى أن المحشر إِلَى الشام حديث ابن عمر وحديث بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده، كما سبق.

وقد روى ذلك صريحًا عن جماعة من السَّلف.

خرجه نعيم بن حماد في كتاب "الفتن" (٥) عن ابن اليمان عن (جراح) (٦) عن أرطاة عمن حديثه عن كعب قال: قال عبد الله بن عمرو: "يبعث الله بعد قبص عيسى ابن مريم والمؤمنين بتلك الريح الطيبة نارًا، تخرج من نواحي الأرض تحشر الناس والدواب والذر إِلَى الشام".


(١) (٥/ ١٦٤ - ١٦٥).
(٢) (٤/ ١١٦ - ١١٧).
(٣) (٢/ ٣٦٧)، (٤/ ٥٦٤).
(٤) أقحمت بالأصل كلمة: "وفوج".
(٥) برقم (١٧٤٩).
(٦) في الأصل: "حزام" والتصويب من "الفتن" لنعيم بن حماد، وانظر ت الكمال (١٤/ ٥١٧)، (٢/ ٣١١).