للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الباب الحادي عشر): في شرف أهل الحب وأن لهم عند الله أعلى منازل القرب.

(الباب الثاني عشر): في نبذ من كلام أهل المحبة وتحقيقهم تقوى به القلوب علي سلوك طريقهم، وسميته (استنشاق نسم الأنس من نفحات رياض القدس) فإن قلوب الأحباب تشتاق باستنشاق نسيم الاقتراب، وقد خرج "الطبراني" (١) من حديث عمرو بن عبد الغفار -وهو ضعيف عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا "أن الله -جل وعلا- يقول للجنة: طيبي لأهلك ليزدادوا طيبًا" فذلك البرد يجده الناس في السحر من ذلك.

ويروى بإسناد فيه ضعف، عن مجاهد، عن عطية، عن أبي سعيد قال: "إن الله -عز وجل- خلق جنة عدن من ياقوتة حمراء ثم قال لها: تزيني.

فتزينت، ثم قال لها: تكلمي. فقالت: طوبى لمن رضيت عنه. فأطبقها وعلقها بالعرش فلم يدخلها بعد ذلك إلا الله لا إله غيره يدخلها كل سحر، فذلك برد السحر".

وخرّجه الحاكم والبيهقي بإسناد جيد عن مجاهد من قوله مختصراً، وأنشد بعضهم:

تمر الصبا صفحًا بسكان ذي الغضا ... ويصدع قلبي أن يهب هبوبها

قريبة عهد بالحبيب وإنما ... هوى كل نفس حيث حل حبيبها

وقد قيل: إن القلب المحب تحت فحمة الليل جمرة، كما هب عليه نسيم السحر التهب. وأنشدوا في هذا المعني:

تذكرني مر النسيم عهودكم ... فأزداد شوقًا كلما هبت الريح

أراني إذا ما أظلم الليل أشرفتْ ... بقلبي من نار الغرام مصابيح


(١) في الصغير (١/ ٣٢) وقال: لم يروه عن الأعمش إلا عمرو بن عبد الغفار، تفرد به يوسف بن موسى أبو غسان.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤١٢): وفيه عمرو بن عبد الغفار، وهو متروك.