للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحسن بن آدم: "أَحَبّ الله يحبك الله، واعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته".

وقال عبد الله بن حنيف: "قال رجل لرابعة إني أحبك في الله.

قالت: "فلا تعصي الَّذِي أحببتني له".

وسئل ذو النون: متي أَحَبّ ربي؟ قال: "إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر".

وقال بشر بن السري. "ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك".

وقال أبو يعقوب النهرجوري: كل من ادعى محبة الله -جل جلاله- ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة، وكل محب ليس يخاف الله فهو مغرور".

وقال يحيى بن معاذ: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده".

وقال رويم: "المحبة الموافقة في جميع الأحوال" وأنشد:

ولو قلت لي مت مت سمعًا وطاعة ... وقلت لداعي الحق أهلا ومرحبًا

وقد تقدم أن العبد لا يجد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله، وحتى يكره أن يرجع إِلَى الكفر، كما يكره أن يلقي في النار.

ولهذا المعني كان الحب في الله والبغض في الله من أصول الإيمان.

وخرج الترمذي (١) من حديث معاذ بن أنس الجهني، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله؛ فقد استكمل إيمانه".

وخرج الإمام أحمد (٢) وزاد فيه: "وأنكح لله" وفي لفظ له أيضاً (٣) "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أفضل الإيمان قال: أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في


=وابن حجر اجتهادهم في البحث عن إسناد لهذا الحديث، وعدم وقوفهم عليه.
(١) برقم (٢٥٢١) وقال: هذا حديث حسن.
(٢) (٣/ ٤٣٨، ٤٤٠).
(٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٧) من طريقين.
قال الهيثمي في المجمع (١/ ٨٩): "وفي الأولى: رشدين بن سعد، وفي الثانية ابن لهيعة وكلاهما ضعيف".