وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم
أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبًّا لذكرك فليلمني اللوم
الخامس:
متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو طاعته واتباعه في أمره ونهيه.
قال مبارك بن فضالة عن الحسن:"كان ناس عَلَى عهد النبي صلّى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: يا رسول الله، إنا نحب ربنا حبًّا شديدًا. فأحب الله أن يجعل لحبه علمًا، فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران: ٣١]. وقد قرن الله بين محبة رسوله في قوله تعالى:{أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}[التوبة: ٢٤] وكذلك ورد في السنة في أحاديث كثيرة جدًّا سبق ذكر بعضها، والمراد أن الله تعالى لا توصل إِلَيْهِ إلا من طريق رسوله - صلى الله عليه وسلم - باتباعه وطاعته.
كما قال الجنيد وغيره من العارفين: "الطرق إِلَى الله مسدودة إلا من اقتفى أثر الرسول - صلى الله عليه وسلم -".
وكلام أئمة العارفين في هذا الباب كثير جداً.
قال إبراهيم بن الجنيد: "يقال علامة المحب عَلَى صدق الحب ست خصال:
أحدها: دوام الذكر بقلبه بالسرور بمولاه.
والثانية: إيثاره محبة سيده عَلَى محبة نفسه ومحبة الخلائق، يبدأ بمحبة مولاه قبل محبة نفسه ومحبة الخلائق.
والثالثة: الأنس به، والاستثقال لكل قاطع يقطع عنه أو شاغل يشغله عنه.