للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في هذا المعنى يقول بعضهم:

كأن رقيب منك يرعى خواطري ... وآخر يرعى ناظري ولساني

فما أبصرت عيناي بعدك منظرًا ... لغيرك إلا قلت قد رمقاني

ولا بدرت من في بعدك لفظة ... لغيرك إلا قلت قد سمعاني

ولا خطرت من ذكر غيرك خطرة ... عَلَى القلب إلا عرجا بعناني

إذا ما تسلى القاعدون عن الهوى ... بذكر فلان أو كلام فلان

وجدت الَّذِي يسلى سواي يشوقني ... إِلَى قربكم حتى أمل مكاني

وإخوان صدق قد سئمت لقاءهم ... وغضضت طرفي عنهمو ولساني

وما البغض أسلى عنهمو غير أنني ... أراك عَلَى كل الجهات تراني

ويتولد من ذلك أيضاً الأنس بالله والخلوة لمناجاته وذكره واستثقال ما يشغل عنه من مخالطة الناس والاشتغال بهم، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "إن أحدكم إذا كان يصلي فإنما يناجي رَبَّهُ أو رَبُّهُ بينه وبين القبلة" (١).

وأنه قال: "إن الله قبل وجهه إذا صلى" (٢).

وفي حديث الحارث الأشعري عن النبي صلّى الله عليه وسلم: "أن الله تعالى ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" (٣) وفي حديث أبي هريرة (٤) وأبي


=يرويه غير صغدي، وإنَّما يروي هذا الحديث الليث بن سعد".
وقال الألباني في الضعيفة (١٥٠٠): وهذا إسناد واه جدًّا".
(١) أخرجه البخاري (٤٠٥) وفي مواضع أخرى، ومسلم (٥٥١) من حديث أنس.
وأخرجه البخاري (٤١٦) من حديث أبي هريرة.
(٢) أخرجه البخاري (٤٠٦) وفي مواضع أخري، ومسلم (٥٤٧) من حديث ابن عمر.
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ١٣٠، ٢٠٢)، والترمذي (٣٠٢٣، ٣٠٢٤ تحفة).
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقال في رقم (٣٠٢٤ تحفة): هذا حديث حسن غريب. بينما في السنن المطبوعة بتحقيق إبراهيم عطوة برقم (٢٨٦٤) قال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٤) ذكره البخاري "معلقًا" (١٣/ ٥٠٨) وأخرجه في خلق أفعال العباد (٣٤٤).