للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تشاغل قوم بدنياهم ... وقوم تخلوا (بمولاهم) (١)

فألزمهم باب مرضاته ... وعن سائر الخلق أغناهم

فما يعرفون سوى حبه ... وطاعته طول محياهم

يصفون بالليل أقدامهم ... وعين المهيمن ترعاهم

فطورًا يناجونه سجدًا ... ويبكون طورًا خطاياهم

إذا فكروا في الَّذِي أسلفوا ... أذاب القلوب وأبكاهم

وإن يسكن الخوف لاذوا به ... وباحوا إِلَيْهِ بشكواهم

وأصبحوا صيامًا عَلَى جهدهم ... تبارك من هو قواهم

هم القوم أعطوا مليك الملو ... ك صدق القلوب فوالاهم

هم المحبون بنياتهم ... أرادوا رضاه فأعطاهم

وأسكنهم في فراديسه ... وأعلى المنازل بواهم

فنالوا المراد (ومازوا) (٢) به ... فطوبى لهم ثم طوباهم

قرأت بخط عبد الله بن أحمد بن صابر السلمي: أنشدنا أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن عقيل الشهرزوري لبعضهم:

قليل العزاء كثير الندم ... طويل النحيب عَلَى ما اجترم

جرى دمعه فبكى جفنه ... فصار البكاء بدمع ودم

يخاف البيات بهجم الممات ... وفقد الحياة بضر السقم

ويخفي محبة رب العلى ... فتظهر أنفاسه ما (كتم) (٣)

وأسبل من طرفه عبرة ... عَلَى الصحن من خده فانسجم


(١) في المطبوع: "لمولاهم".
(٢) في المطبوع: " وفازوا".
(٣) في المطبوع: "ما اكتتم".