للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في رَجُلٍ حَلَفَ عَلَى امْرَأَتِهِ بِكَذَا وَكَذَا؟ فيقول: ليس يحنث بهذا القول.

وليس هذا إلا لنبي أو عالم، فاعرفوا لهم ذلك.

ورأت امرأة من العابدات في زمن الحسن البصري، كأنها تستفتي في المستحاضة، فقِيلَ لَهُا: أتستفتين وفيكم الحسن، وفي يده خاتم جبرئيل عليه السلام؟

وفي هذا إشارة إلى وراثة الحسن ما جاء به جبرئيل من الوحي بخاتمه.

ورأى بعض العلماء النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فَقَالَ له: يا رسول الله، قد اختلف علينا في مالك والليث أيهما أعلم؟

فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: مالك ورث جدي -يعني: ورث علمي.

ورأى بعضهم في المنام النبي -صلى الله عليه وسلم- قاعدًا في المسجد، والناس حوله، ومالك قائم بين يديه، وبين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسك، وهو يأخذ منه قبضة فيدفعها إلى مالك، ومالك ينشرها على الناس فأول ذلك لمالك بالعلم واتباع السنة.

ورأى الفضيل بن عياض النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه جالسًا، وإلى جنبه فرجة، فجاء ليجلس فيها، فَقَالَ له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري".

فسئل بعضهم: أيهما كان أفضل أبو إسحاق أو فضيل؟ فَقَالَ: كان فضيل رجل نفسه، وكان أبو إسحاق رجل عامة. يشير إلى أنّه كان عالمًا ينتفع الناس بعلمه، وكان فضيل عابدًا نفعه لنفسه.

والعلماء في الآخرة يتلون الأنبياء في الشفاعة وغيرها، كما في الترمذي (١)، عن عثمان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْعُلَمَاءُ، ثُمَّ الشُّهَدَاءُ".


(١) لم أقف عليه عند الترمذي، وإنما أخرجه ابن ماجه (٤٣١٣).
وذكره البيهقي في "شعب الإيمان" (١٧٠٧) وقال: وروينا في مسألة الشفاعة من كتاب "البعث" عن عثمان بن عفان مرفوعًا .. فذكره. وذكره الديلمي في "الفردوس" (٥/ ٥١٩) عنه أيضاً.