للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث دلالة عَلَى أن الملأ الأعلى -وهم الملائكة أو المقرَّبون منهم- يختصمون فيما بينهم، ويتراجعون القول في الأعمال التي تُقرِّب بني آدم إِلَى الله عز وجل وتكفر بها عنهم خطاياهم، وقد أخبر الله عنهم بأنهم يستغفرون للذين آمنوا ويدعون لهم.

وفي الحديث الصحيح (١): "إن الله إذا أحبَّ عبدًا نادى: يا جبريل إني أَحَبّ فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض".

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "إذا مات ابن آدم قال الناس: ما خلَّف؟.

وقالت الملائكة: ما قدَّم؟ " (٢).

فالملائكة يسألون عن أعمال بني آدم ولهم اعتناء بذلك واهتمامٌ به.

وبقي الكلام عَلَى المقصود من الحديث، وهو: ذكر الكفّارات والدرجات والدعوات، ونعقد لكل واحدة منها فصلاً مفردًا.

...


(١) أخرجه البخاري (٣٢٠٩)، ومسلم (٢٦٣٧).
(٢) أخرجه البيهقي في "الشعب" (١٠٤٧٥) بلفظ: "إذا مات الميت، قالت الملائكة: ما قدَّم، وقال بنو آدم ما خلف".