للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي مسند الإمام أحمد (١) بإسناد منقطع عن سليم الأنصاري: أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال له: "يَا سُلَيْمُ مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: إِنِّي أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَاللهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَهَلْ تَصِيرُ دَنْدَنَتِي وَدَنْدَنَةُ (٢) مُعَاذٍ إِلَّا أَنْ نَسْأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ وَنَعُوذَ بِهِ مِنَ النَّارِ؟! ".

وروينا من حديث سويد بن سعيد، حدثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "إِنَّمَا يدخل الجنة من يرجوها، ويجنب النار من يخافها، وإنَّما يرحم الله من يرحم".

وخرّجه أبو نعيم (٣)، وعنده: "إِنَّمَا يرحم الله من عباده الرحماء" وقال: غريب من حديث زيد مرفوعًا متصلاً، تفرد به حفص، ورواه ابن عجلان عن زيد مرسلاً، انتهى، والمرسل أشبه.

وقال عمر: لو نادى مناد من السماء: أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلاً واحدًا لخفت أن أكون أنا هو. خرجه أبو نعيم (٤).

وخرج الإمام أحمد (٥) من طريق عبد الله الرومي قال: بلغني أن عثمان، رضي الله عنه قال: لو أني بين الجنة والنار -ولا أدري إِلَى أيتهما يؤمر بي- لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إِلَى أيتهما أصير.

...


(١) (٥/ ٧٤).
(٢) الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام يُسمع نغمته ولا يُفْهَم، وهو أرفع من الهينمة قليلاً، والمعنى: أي حولها ندندن وفي طلبها. (انظر "النهاية" مادة: "دندن").
(٣) في "الحلية" (٣/ ٢٢٥).
(٤) في "الحلية" (٥٣).
(٥) في "الزهد، ص ١٦٠.