(٢) برقم (٦١٩٢). وسئل الدارقطني في العلل (١١/ ١٨٨ - ١٩٠) برقم (٢٢١٣) عن هذا الحديث، فَقَالَ: يرويه يونس بن خباب واختلف عنه، فرواه ليث بن أبي سليم عن يونس بن خباب عن أبي حازم عن أبي هريرة، قاله جرير بن عبد الحميد عنه. وخالفه شعيب بن صفوان وعمرو بن مجمع وشعبة، فرووه عن يونس بن خباب عن أبي علقمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، رفعه عبد الصمد عن شعبة، ووقفه غيره. ورواه الثوري، عن منصور، عن يونس بن خباب، عن أبي علقمة عن أبى هريرة مرفوعًا، قَالَ ذلك الأشجعي عن سفيان. ثم ذكر الدارقطني روايتين للحديث موقوفًا عَلَى أبي هريرة ثم قَالَ: والأشبه بالصواب من ذلك قول من قَالَ عن أبي علقمة عن أبي هريرة. قلت: قد أخطأ في تعيين رواة هذا الحديث ثلاثة من الحفاظ الكبار هم: الضياء المقدسي والمنذري وابن القيم فظنوا أن جرير هو ابن حازم، وأن يونس هو ابن يزيد الأيلي، فصححوا السند عَلَى شرط الشيخين، وتبعهم عَلَى ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم (٢٥٠٦). بل ولقد تعقب الشيخ الألباني محقق مسند أبي يعلي -حسين سليم أسد- لقوله عن الحديث: إسناده ضعيف، يونس هو ابن خباب، قَالَ يحيى بن سعيد: كان كذابًا .. ". ثم نقله عن مجمع الزوائد (١٠/ ١٧١): رواه البزار وفيه: يونس بن خباب، وهو ضعيف. وقد زعم الألباني أن طريق أبي يعلى تدور عَلَى جرير بن حازم وهذا خطأ محض لا مرية فيه، لأنّ مدار الحديث عَلَى يونس بن خباب كما بين الدارقطني رحمه الله في "العلل"، وابن حجر في "المطالب العالية". كما أن جرير بن حازم ليس من مشايخه يونس بن يزيد، وقد رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (١/ ٢٤٩) برقم (٢١٣) عن جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن يونس عن أبي حازم عن أبي هريرة به. فاتضح أن إسناد أبي يعلي والبزار سقط منهما "ليث" وهو ضعيف، ولقد وجدت ذلك كثيرًا في مسند أبي يعلي يُسقط روايا ضعيفًا فيبدو للناظر أن الإسناد صحيح فَيُصحِّحُ الحديث إذا لم يجمع طرقه. =