للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالَ الجوزجَانيُّ: حدثنا عبيدُ اللَّه الحنفي، حدثنا فَرْقَدُ بنُ الحجاج، سمعتُ عقبةَ اليماني يقول: سمعتُ أبا هريرةَ يقول: قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ نَارَ جهنمَ أشدُّ حرًا من نارِكم هذه بتسعة وتسعينَ جزءًا، وهي سوداءُ مظلمةٌ، لا ضوءَ لها، لهي أشد سوادًا من القطرانِ". غريبٌ جدًّا.

وروى الكُديمي، عن سهلِ بنِ حمادٍ، عن مباركِ بنِ فضالةَ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: تلا رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦]. قال: "أوقِدَ عليها ألفُ عامٍ حتَى ابيضتْ، وألفُ عامٍ حتَى احمرت، وألفُ عامٍ حتَى اسودَّت، فهي سوداءُ لا يضيءُ لهبُها". خرَّجه البيهقيُّ َ (١)، والكُديميّ ليس بحجةٍ.

وخرَّج البزار من حديثِ زائدةَ بنِ أبي الرقادِ، عن زيادٍ النميريِّ، عن أنسٍ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه ذكر نارَكم هذه فقالَ: "إنها لجزءٌ من سبعينَ جزءًا من نارِ جهنم، وما وصلتْ إليكُم حتَّى -قال: أحسبه- نُضحتْ لمرتينِ بالماءِ، لتضيءَ لكُم، ونارُ جهنمَ سوداءُ مظلمةٌ" (٢).

وفي حديثِ عديِّ بن عدي، عن عُمَرَ مرفوعًا، ذكرَ الإيقادَ عليها ثلاثةَ آلافِ عامٍ أيضًا، وقال: "هي سوداءُ مظلمةٌ، لا يضئُ جمرُها ولا لهبُها".

خرَّجه ابنُ أبي الدنيا والطبرانيُّ، وقد سبقَ إسنادُه والكلامُ عليه.

ورَوى ابنُ أبي الدُّنيا (٣) من طريقِ الحكم بنِ ظهيرٍ -وهو ضعيف-، عن عاصم، عن زرٍ، عن عبدِ اللَّهِ {وإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير: ١٢] قال: سُعّرَت ألفَ سنةٍ حتِّى ابيضت، ثُمَّ ألفَ سنةٍ حتى احمرت، ثمَّ ألفَ سنةٍ حتى اسودت، فهي سوداءُ مظلمةٌ.


=مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن [أبيه] (١) عن أبي هريرة. ورُوي عن معن وابن أبي بكير مرفوعًا، والصحيح موقوف.
(١) في "شعب الإيمان" (٧٩٩).
(٢) أورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٣٨٨) وقال: رواه البزار ورجاله ضعفاه عَلَى توثيقٍ لينٍ فيهم.
(٣) في "صفة النار" (٢٤).