للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أبي الجوازاء قال: الضريع: السَّلى [شوكُ النخلِ] (*)، وكيف يسمنُ من يأكل الشوكُ؟

وخرج الترمذي (١) من حديث أبي الدرداءِ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "يُلقَى على أهل النار الجوعُ فيعدلُ ما هم فيه من العذابِ فيستغيثونَ، فيُغاثونَ بطعامٍ من ضريع، لا يسمنُ، ولا يُغني من جوع، فيستغيثونَ بالطعام، فيغاثونَ بطعامٍ ذي غصة، فيذكرون أنهم كانُوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشرابِ، فيستغيثون بالشرابِ، فيدفعُ إليهم الحميمُ كلاليبِ الحديدِ، فإذا دنتْ من وجوهِهِم شوتْ وجوهَهُم، فإذا وصلتْ بطونَهُم قطعتْ ما في بطونِهِم .. " وذكر بقية الحديثِ.

وقد رُوي هذا الحديثُ موقوفًا على أبي الدرداءِ.

وقيلَ: وقفهُ أشبهُ.

وقال سبحانه وتعالى: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (٣٥) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (٢) [الحاقة: ٣٥ - ٣٧].

روى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: من غسلين، قَالَ: هو صديد أهل النار (٣).

وقال شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس في الغسلين: الدم والماء يسيل من لحومهم، وهو طعامهم (٤).

وعن مقاتل، قَالَ: إذا سأل القيح والدم، بادروا أكله، قبل أن تأكله النار.

وقال أبو جعفر، عن الربيع بن أنس: الغسلين: شجرة في جهنم.


(*) من المطبوع.
(١) برقم (٢٥٨٦) ونقل قول الدارمي: والناس لا يرفعون هذا الحديث.
وقال الترمذي: إِنَّمَا نعرف هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قوله، وليس بمرفوع.
(٢) الخاطئون: الكافرون.
(٣) أخرجه الطبري (٢٩/ ٦٥).
(٤) انظر تفسير ابن كثير (٤/ ٤١٧ - دار الفكر).