للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا تَعَلِّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ العُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا لتَخَيّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ؛ فمنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنارَ النَّارَ".

وخرَّجه ابنُ عدَي (١) من حديث أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه، وزاد فيه: "وَلَكِنْ تَعَلَّمُوهُ لِوَجْهِ الله والدَّارِ الآخِرَةِ".

وعن ابن مسعود قال: "لَا تَعَلَّمُوا العِلمَ لِثَلاثٍ: لِتُمارُوا بهِ السُّفهاءَ، أَو لتُجَادلُوا بهِ الْفُقهاءَ، أَو لِتَصرفُوا بهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيكُمْ، وابتغُوا بقوْلكُم وفعلكُم ما عندَ اللَّه؛ فإِنَّه يبَقَى؛ وَيَفْنَى مَا سِوَاهُ".

وقد ثبتَ في "صحيح مسلم" (٢) عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، عن النبيّ

-صلى الله عليه وسلم-: "إِن أَوّلَ خلق تُسَعَّرُ بهمُ النَّارُ يومَ القيامةِ ثلاثة ... " منهُمُ العَالمُ الَّذِي قرأَ

القُرْآنَ ليُقَالَ: قَارئ، وتعلَّمَ الْعلمَ ليقَالَ عَالمٌ، وأنَهُ يُقالُ لهُ: قدْ قِيلَ ذَلكَ، وأُمرِ بهِ فسُحبَ عَلَى وجهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ. وذكر مثلَ ذلك في المتُصدِّق ليقال إِنَّهُ جَوادٌ، وفي المجاهدِ ليُقالَ إِنَهُ شُجاعٌ.

وعن علي رضي الله عنه قال: يا حملةَ العِلمِ، اعملوا بهِ؛ فإنما العالمُ من عملَ بما عَلمَ، فوافقَ عملُهُ علمَهُ، وسيكون أقوامٌ يحملونَ العلمَ لا يُجاوزُ تَراقِيهم، يُخالفُ عملَهم علمُهُم، وتخالفُ سريرتُهُم علانيتَهُم، يجلسونَ حلقًا حلقًا فيباهي بعضُهم بعضًا، حتى إنَّ الرجلَ ليغضبُ عَلَى جليسهِ إذا جلسَ إِلَى غيرهِ ويدعُهُ، أَولئكَ لا تصعدُ أعمالُهم في مجالسهِم تلكَ إِلَى الله عز وجَل.

وقال الحسنُ: لا يكونُ حظُّ أحدِكُم من العِلْم أن يقال عالمٌ.

وفي بعض الآثارِ أنَّ عيسى عليه السلامُ قال: "كيفَ يكونُ من أهلِ العلمِ من يطلبُ العِلْم ليُحَدِّثَ بهِ ولا يطلبُهُ ليعملَ به؟! ".


(١) في "الكامل" (٧/ ٢١٦) ترجمة يحيى بن أيوب الغافقي. وقال عن هذا الحديث وغيره: غير محفوظين وأعل هذا الحديث بتفرد يحيى بن أيوب به عن ابن جريج.
(٢) برقم (١٩٠٥).