للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صحيح مسلم (١) "عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، أنها سألت النبيّ صلّى الله عليه وسلم: "أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ قَالَ: عَلَى الصراط".

وفيه أيضاً (٢) عن ثوبان، أن حبرًا من اليهود، سأل النبيّ صلّى الله عليه وسلم: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟

قَالَ: "هم في الظلمة دون الجسر.

قَالَ: فمن أول الناس إجازة؟ فَقَالَ: فقراء المهاجرين" وذكر الحديث. ويمكن الجمع بين الحديثين، بأن الظلمة دون الجسر حكمها حكم الجسر، وفيها تقسيم الأنوار للجواز عَلَى الجسر، فقد يقع تبدل الأرض والسموات وطي السماء، من حين وقوع الناس في الظلمة، ويمتد ذلك إِلَى حال المرور عَلَى الصراط، والله أعلم.

واعلم أن الناس منقسمون إِلَى مؤمن يعبد الله وحده لا شريك به شيئًا، ومشرك يعبد مع الله غيره، فأما المشركون فإنهم لا يمرون عَلَى الصراط إِنَّمَا يقمعون في النار قبل وضع الصراط، ويدل عَلَى ذلك ما في الصحيحين" (٣) عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: "يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فذكر الحديث إِلَى أن قَالَ: ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزه".

وفيهما أيضاً (٤)، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: "إذا كان يوم القيامة، أذن مؤذن: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله


(١) برقم (٢٧٩١).
(٢) برقم (٣١٥) وهو قطعة من حديث طويل.
(٣) أخرجه البخاري (٧٤٣٧) ومسلم (١٨٢) وتقدم تخريجه.
(٤) أخرجه البخاري (٤٥٨١)، ومسلم (١٨٣).