للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج هذه اللفظة البخاري (١) في صحيحه، من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم.

ويشهد لذلك، وإن في بعض ألفاظ روايات حديث أبي هريرة هذا، المخرجة في الصحيح أيضاً (٢): "وأزواجهم الحور العين" بدل قوله: "لكل واحد منهم زوجتان"، فهاتان الزوجتان من الحور العين، لا بد لكل رجل دخل الجنة منهم، وأما الزيادة عَلَى ذلك، فتكون بحسب الدرجات والأعمال، ولم يثبت في حصر الزيادة عَلَى الزوجتين شيء.

ويدل أيضاً عَلَى ما ذكرناه، ما خرّجه مسلم في صحيحه (٣)، من حديث أبي سعيد، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: "أدنى أهل الجنة منزلة، رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة، فذكر الحديث، وفي آخره قَالَ: ثم يدخل بيته، فيدخل عليه زوجتان من الحور العين .. " وذكر الحديث.

وكذلك ورد في الشهيد، إذا استشهد أنه "يبتدره زوجتان من الحور العين"، فدل هذا عَلَى أن لكل رجل من أهل الجنة زوجتين من الحور العين (٤)، ولو كان أدنى أهل الجنة منزلة، والله أعلم.

وروى عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده، عن أبي صالح، قَالَ: بلغنا أن أكثر ذنوب أهل النار في النساء، كأنه يشير في الزنا ومتعلقاته.

وروى ابن أبي الدُّنْيَا، بإسناد منقطع، عن ابن مسعود، قَالَ: "ذنبان لا يغفران، فذكر أحدهما، رجل زين له سوء عمله فرآه حسنًا، فإن هذه التي يهلك فيها من يهلك من هذه الأمة". يشير إِلَى الشبهات المضلة، والله أعلم.

...


(١) برقم (٣٢٥٤).
(٢) أخرجه البخاري (٣٣٢٧)، ومسلم (٢٨٣٤).
(٣) برقم (١٨٨).
(٤) أخرجه أحمد (٢/ ٢٩٧، ٤٢٧)، وابن ماجه (٢٧٩٨) وقال في الزوائد: هذا إسناد ضعيف، لضعف هلال بن أبي ذئب.