للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلحقته فإذا نحن بين (أيدينا برجلٍ) (*) يصلّي يكثر الركوع والسجود.

قَالَ. "أتراه يرائي؟ "

قلت: الله ورسوله أعلم.

قَالَ: (فترك) (**) يدي من يده ثم جمع بين يديه فجعل يصوّبهما ويرفعهما ويقول: "عليكم هديًا قاصدًا، عليكم هديًا قاصدًا، عليكم هديًا قاصدًا فإنَّه من يشادَّ هذا الدين يغلبه".

وقد رُوي من وجه آخر مرسلاً، وفيه أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: "إن هذا آخذ بالعسر ولم يأخذ باليسر" ثم دفع في صدره فخرج من المسجد ولم يُر فيه بعد ذلك.

وقد أنكر النبيّ صلّى الله عليه وسلم عَلَى من عزم عَلَى التبتل والاختصاء وقيام الليل، وصيام النهار، وقراءة القرآن كل ليلة، كعبد الله بن عمرو بن العاص وعثمان بن مظعون والمقداد وغيرهم، وقال: "ولكني أصومُ وأفطرُ، وأقومُ وأنامُ، وأتزوجُ النِّساءَ، فمن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي" (١).

وانتهى بعبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في كل سبع، وفي رواية أنّه انتهى به إِلَى قراءته في كل ثلاث، وقال: "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث"، وانتهى به في الصيام إِلَى صيام داود، وقال: "لا صيام أفضل من ذلك"، وفي القيام إِلَى قيام داود عليه السلام (٢).

...


(*) يدي رجل: "نسخة".
(**) غير واضحة بالنسختين الخطيتين، ونقلتها من المسند.
(١) أخرجه البخاري (٥٠٦٣)، ومسلم (١٤٠١).
(٢) أخرجه البخاري (٥٠٥٢)، ومسلم (١١٥٩).