قال الفُضيل يبشر: بلغني أنَّ الصراط مسيرة خمسة عشر ألف فرسخ؛ فانظر كيف تكون عليه.
قال بعض السلف: بلغنا أنَّ الصراط يكون عَلَى بعض الناس أدق من الشعر، وعلى بعضهم كالوادي الواسع.
قال سهلُ التستُري: من دقَّ عَلَى الصراط في الدُّنْيَا عرض له في الآخرة ومن عرض له في الدُّنْيَا الصراط دق عليه في الآخرة.
والمعنى: أنَّ مَن صبَّر نفسه عَلَى الاستقامة عَلَى الصراط، ولم يعرج عنه يمنة ويسرة، ولا كشف شيئًا من الستور المُرخاة عَلَى جانبيه مما تهواه النفوسُ من الشهوات أو الشبهات؛ بل سار عَلَى متن الصراط المستقيم حتى أتى ربَّه وصبر عَلَى دقة ذلك عرض له الصراط في الآخرة، ومن وسَّع عَلَى نفسه الصراط في الدُّنْيَا فلم يستقم عَلَى جادته، بل كشف ستوره المُرخاة من جانبيه يمنة ويسرة، ودخل مما شاءت نفسه من الشهوات والشبهات دقَّ عليه الصراط في الآخرة، فكان عليه أدق من الشَّعر.