للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

قال الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر الكامل شيخ الإسلام قدوة الأنام، وحيد عصره وفريد دهره، سيدنا وشيخنا أبو الفرج عبد الرحمن بن سيدنا وشيخنا الإمام شهاب الدين أحمد بن رجب الحنبلي، فسح الله في مدته، ونفع به:

الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، وصلى الله عَلَى سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

خرج مسلم في "صحيحه" (١) من حديث أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»، ومن حديث ابن عمر (٢)، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ".

وخرجه الإمام أحمد (٣) وابن ماجه (٤) من حديث ابن مسعود بزيادة في آخره: "قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ».

وخرجه أبو بكر الآجري (٥)، وعنده: قِيلَ: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ".

وخرجه غيره، وعنده: قال: "الذين يفرون بدينهم من الفتن" (٦).


(١) برقم (١٤٥).
(٢) أخرجه مسلم (١٤٦)، وزاد: وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إِلَى حجرها.
(٣) (١/ ٣٩٨).
(٤) برقم (٣٩٨٨).
(٥) في كتاب "الغرباء" (٤).
(٦) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١٥١٣)، ونعيم بن حماد في "الفتن" (١٦٨) بلفظ: "الذين يفرون بدينهم يجتمعون إِلَى عيسى بن مريم .... ".