للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا قلب إِلَى ما تطالبني ... بلقاء الأحباب وقد رحلوا

أرسلتك في طلبي لهم ... لتعود فضعت وما حصلوا

سلم واصبر واخضع لهم ... كم مثلك قبلك قد قتلوا

ما أحسن ما علقت به ... آمالك منهم لو فعلوا

العبد يحتاج إِلَى الثبات في طول حياته، وأحوج ما يحتاج إِلَيْهِ عند مماته.

في الطبراني (١): -صلى الله عليه وسلم- «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاً إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَقُولُوا: الثَّبَاتَ الثَّبَاتَ , وَلاً قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».

ويحتاج إِلَى الثبات أيضاً بعد الموت، قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (٢).

وفي "الصحيح" (٣) أنها نزلت في سؤال القبر يُسأل المؤمن في قبره فيشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

وفي "سنن أبي داود" (٤) أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دفن الميت يقول: "سَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ".

من دخل في الطاعة فهو يحتاج إِلَى الثبات عليها.

يا معشر التائبين، أنتم تقاتلون جنود الهوى بجنود التقوى، فاصبروا وصابروا ورابطوا، لا تقولوا جنود الهوى لا طاقة لنا بها، ولكن اصبروا إِنَّ الله مع الصابرين.

يا جنود العزائم اثبتوا واحذروا هتيكة (٥) الهزيمة {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (٦).


(١) في "المعجم الصغير" (٢/ ١٢٥). وقال: لم يروه عن صفوان بن سليم إلا عمر بن محمد.
(٢) إبراهيم: ٢٧.
(٣) أخرجه البخاري (١٣٦٩)، ومسلم (٢٨٧١) من حديث البراء.
(٤) برقم (٣٢٢١).
(٥) الهتيكة: الفضيحة "لسان العرب" مادة: (هتك).
(٦) الأنفال: ٦٥.