قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا".
القلب واللسان هما عبارة عن الإنسان، كما يقال: الإنسان بأصغَرَيه بقلبه ولسانه.
وخرج ابن سعد (١) بن روايه عروة بن الزبير مرسلاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رأى أشج عبد القيس -وكان رجلاً دميمًا- فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّه لَا يَسْتَقِي فِي مسوك الرِّجَال، وَإِنَّمَا يحْتَاج من الرجل إِلَى أصغريه لِسَانه وَقَلبه".
وقال المتنبي:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
فمن استقام قلبه ولسانه، استقام شأنه كله.
فالقلب السليم: هو الَّذِي ليس فيه شيء من محبة ما يكرهه الله، فدخل في ذلك سلامته من الشرك الجلي والخفي، ومن الأهواء والبدع، ومن الفسوق والمعاصي -كبائرها وصغائرها- الظاهرة والباطنة، كالرياء والعجب، والغل والغش، والحقد والحسد وغير ذلك.
(١) في "الطبقات" (٥/ ٥٥٧) من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه مرسلاً.