للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي حديث المقدام بن معدي كرب المرفوع: "إِنَّ ما بين السقط والهرم، يبعثون أبناء ثلاثين سنة" وفي رواية: "أبناء ثلاثة وثلاثين".

وروى ابنُ أبي الدُّنْيَا بإسناده عن خالد بن معدان قال: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا: طُوبَى، كلها ضروع؛ فمن مات من الصبيان الذين يرضعون يرضع من طوبى، وحاضنهم إبراهيم -عليه السلام". وروى الخلال بإسناده، عن عبيد ابن عمير: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ لَهَا ضروع البقر، يغذى به ولدان أهل الجنة، حتى إنهم يستنون كاستنان البكارة".

وبعضُ الأطفال له مرضع في الجنة، مثل إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لما مات قبل أن يُفطم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الجَنَّةِ تكمل رضاعه {في الجنة} (١)، (٢). وفي رواية: "ظئرًا" وفي رواية: "إِنَّ له مرضعين يكملان رضاعه في الجنة".

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حضره وهو {يكيد} (٣) بنفسه، فدمعت عيناه - صلى الله عليه وسلم - وقال: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى الرَّب، وَاللهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ» (٤) وفي رواية: "ولولا أنه أمر حق ووعد صدق، وأنها سبيل مأتية، وأن آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنا عليك حزنًا هو أشد من هذا".

وروى ابنُ أبي الدُّنْيَا في "كتاب العزاء" من حديث زُرارة بن أوفى "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عزَّى رجلاً عَلَى ابنه، فَقَالَ الرجل: يا رسول {الله} (٥) أنا شيخ كبير، وكان ابني قد أجزأ (٦) عنا. فَقَالَ: أيسرك، قد نشر لك أو يتلقاك من أبواب الجنة


(١) طمس بالأصل والمثبت من "صحيح مسلم".
(٢) أخرجه البخاري (١٣٨٢) من حديث البراء، ومسلم (٢٣١٦) من حديث أنس.
(٣) في "الأصل": "يكبد" والمثبت من "صحيح مسلم"، ويكيد بنفسه كيدًا: يجود بها، يريد النزع. "اللسان" (٣/ ٣٨٣).
(٤) أخرجه البخاري (١٣٠٣)، ومسلم (٢٣١٥) من حديث أنس.
(٥) سقط لفظ الجلالة من "الأصل" والسياق يقضيه.
(٦) أجزأ عنه: أغنى عنه "اللسان" (١/ ٤٦ - ٤٧).