للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخرج الترمذي (١) معنى هذا الحديث: من حديث عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وخرج الترمذي (٢) في المعنى أيضاً من حديث علي بن أبي طالب وأبي هريرة (٣) عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في كل واحد من الثلاثة: غريب.

وقد روي في هذا المعنى: أحاديث متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم، من رواية ابن مسعود وسلمان، وعبادة بن الصامت وأنس، وأبي سعيد وابن عمر، وسهل بن سعد وعبد الله بن بسر، وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم، ولا تخلوا أسانيدها من مقال، لكن تقوى بانضمام بعضها إِلَى بعض، ويعضُد بعضها بعضًا. وقد ذكر البيهقي (٤) أنها شواهد لحديث أبي مالك الأشعري المبدوء بذكره. وخرج الإمام أحمد (٥) وأبو داود (٦) أيضاً من حديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لوفد عبد القيس: "إِنَّ الله حرَّم عليّ أو حرم -الخمر والميسر والكوبة" (٧) - قال: والكوبة: الطبل -كذا فسره بعض رواة الحديث.

وخرَّج أحمد (٨) وأبو داود (٩) أيضاً من حديث عبد الله بن عمرو "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الخمر والميسر والكوبة".

قال الإمام أحمد: أكره الطبل وهو الكوبة، نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وروى ليث بن أبي سليم الكوفي، عن مجاهد قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما، فسمع صوت طبل، فأدخل إصبعيه في أذنيه، ثم تنحى حتى فعل ذلك ثلاث مرات ثُم قال: هكذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. خرجه


(١) برقم (٢٢١٣).
(٢) برقم (٢٢١١).
(٣) أخرجه الترمذي (٢٢١٢).
(٤) في "السنن الكبير" (١٠/ ٢٧٩).
(٥) (١/ ٢٧٨ - ٢٧٩).
(٦) برقم (٣٦٩٦).
(٧) قال ابن الأثير: هي النرد. وقيل: الطبل، "النهاية" (٤/ ٢٠٧).
(٨) (٢/ ١٥٨، ١٦٥).
(٩) برقم (٣٦٨٥).