للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن مسعود لا يسأل أحدٌ عن نفسه غير القرآن، فمن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله

قال شهل التستري علامةُ حب الله حب القرآن. وقال أبو سعيد الخزار من أَحَبّ الله أَحَبّ (كلام الله) (*)، ولم يشبع من تلاوته.

ويروى عن معاذ قال: سَيَبْلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب فيتهافت، فيقرءونه لا يجدون له شهوة.

وعن حذيفة قال: يوشك أن يدرس الإسلام، كما يدرس وشي الثوب؛ ويقرأ الناس القرآن لا يجدو له حلاوة.

وعن أبي العالية قال سيأتي عَلَى الناس زمان، تخربُ فيه صدورهم من القرآن، وتبلى كما تبلى ثيابهم، وتُهافت فلا يجدون له حلاوة ولا لذاذة.

قال أبو محمد الجريري -وهو من أكابر مشايخ الصوفية-: من استولت عليه النفس، صار أسيرًا في حكم الشهوات، محصُورًا في سجن الهوى، فحرم الله عَلَى قلبه القوائد، فلا يستلذه بكلامه، ولا يستحليه، وإن كثر ترداده عَلَى لسانه. وذُكر عند بعض العارفين أصحاب القصائد، فَقَالَ: هؤلاء الفرارُون من الله -عزَّ وجلَّ- لو ناصحُوا الله -عزَّ وجلَّ- وصدقوه، لأفادهم في سرائرهم، ما يشغلهم عن كثرة التلاقي.

واعلم أن سماع الأغاني يضاد سماع القرآن من كل وجه، فإن القرآن كلام الله، ووحيه ونُوره الَّذِي أحيا الله به القُلوب الميتة، وأخرج العباد به من الظلمات إِلَى النور.

والأغاني وآلاتها مزامير الشيطان؛ فإن الشيطان قرآنه الشعر، ومؤذنه المزمار ومصائده النساء كذا قال قتادة وغيره من السَّلف، وقد روي ذلك


(*) كلامه "نسخة".