للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِنَّ التقى خيرُ زادٍ أنتَ حاملُهُ ... والبرّ أفضَلُ ما تأتي وما تذَرُ

من يطلُبِ الجورَ لا يَظْفَر بحاجتِهِ ... وطالبُ العدلِ قد يُهدى له الظَّفَرُ

وفي الهدى عِبرٌ تشفى القلوبُ بها ... كالغيثِ تنضُرُ عن وسمِّيه (١) الشَّجَرُ

وليس ذو العِلْمِ بالتقوى كجاهلها ... ولا البصيرُ كأعمى ما له بَصَرُ

لا تَشْبَعُ النفسُ حتى حين تحرزُهُ ... ولا يزال لها فى غيرِه وَطَرُ

ولا تزالُ وإن كانَتْ لها سعَةٌ ... لها إِلَى الشيءِ لم تظفرْ به نَظَرُ

والذكرُ فيهِ حياةٌ للقلوبِ كما ... يُحيي البلادَ إذا ما ماتَت المطرُ

والعلمُ يجلو العمى عن قلْبِ صاحبِهِ ... كما يجلي سوادَ الظُّلمَةِ القمرُ

لا ينفعُ الذكرُ قلبًا قاسيًا أبدًا ... وهل يَلينُ لقولِ الواعِظِ الحجَرُ

ما يلبثُ المرءُ أن يبلى إذا اختَلفَتْ ... يومًا عَلَى نفسِهِ الدَّوحاتُ (٢) والغِيَرُ (٣)

والمرءُ يَصْعَدُ ريعانُ الشباب به ... وكلُّ مُصعدَةِ يومًا ستنحَدِرُ


(١) وسميه: الوسمي هو مطر أول الربيع. "لسان العرب" مادة (وسم).
(٢) الدوائح: العظائم. "لسان العرب" مادة: (دوح).
(٣) الغير: تغير الدهر من حال إِلَى حال. انظر "لسان العرب" مادة: (غير).