للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خواتيهم من ذهب.

قال مصعب بن سعد: رأيت عَلَى طلحة وسعد وصهيب خواتيم من ذهب (١).

وعن حمزة بن أبي أسيد والزبير بن المنذر بن أبي أسيد أنهما نزعا من يد أبي أسيد خاتمًا من ذهب حين مات، وكان بدريًّا (٢). رواهما البخاري في "تاريخه" وذكر في "صحيحه" (٣) عن علقمة قال: جاء خباب بن الأرت إلي ابن مسعود وعليه خاتم من ذهب فَقَالَ: ألم يأن لهذا الخاتم أن يُلقى؟ قال: أما إنك لن تراه عَلَيَّ بعد اليوم فألقاه.

وروى حرب الكرماني بإسناده عن سماك قال: رأيت عَلَى جابر بن سمرة خاتمًا من ذهب.

واحتج من أباحه بما رواه النسائي (٤) عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر لصهيب: ما لي أرى عليك خاتم الذهب؛ فَقَالَ: قد رآه من هو خيرٌ منك فلم يعيبه. قال: من هو؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي مسند الإمام أحمد (٥) عن محمد بن مالك قال: رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فكان الناس يَقُولُونَ له: لم تختم بالذهب وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ البراء: "بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدية غنيمة يغسمها سبي وخُرثي (٦) قال: فقسمها حتى بقي هذا الخاتم، فرفع طرفه فنظر إِلَى أصحابة ثم خفض ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم قال: أي براء! فجئته حتى. قعدت بين يديه، فأخذ الخاتم فقبض عَلَى كرسوعي (٧) ثم قال: خذ البس ما كساك الله ورسوله، قال: فكان البراء يقول: فكيف (تأمروني) (*) أن أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البس ما كساك الله ورسوله".


(١) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" برقم (١٥١٤).
(٢) أخرجه البخاري في "تاريخه" أيضاً برقم (١٣٦٢).
(٣) برقم (٤٣٩١).
(٤) برقم (٥١٧٨)، وفي الكبرى (٩٤٦٥).
(٥) (٤/ ٢٩٤).
(٦) الخرثي: أثاث البيت ومتاعه "نهاية".
(٧) الكرسوع: طرف رأس الزند مما يلي الخنصر "نهاية".
(*) تأمرني: "نسخة".