للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويروى من حديث عباد بن صهيب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جابر قال: "قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخاتم في يمينه" (١) وعباد بن صهيب متروك أيضاً.

وروى البزار في مسنده (٢) من حديث عبيد بن القاسم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه، وقُبض والخاتم في يمينه". وعبيد هذا كذاب. وروى من وجه آخر لا يثبت عن هشام نحوه، وفيه كان يقول: "اليمين أولى بالزينة، وإنَّما الشمال خادم لليمين".

وروى هلال الحفار، ثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي، ثنا أبي، ثنا أخي دعبل بن علي، سمعت مالك بن أنس يحدث الرشيد قال: ثنا أمير المؤمنين، ثنا صدقة بن يسار أبو محمد التمَّار، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: "لم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتختم في يمينه حتى قبضه الله عز وجل". هذا باطل قطعًا.

وذكر ابن عدي (٣) من طريق مسعدة بن اليسع، عن أبي حميد، عن مودود، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه". ومسعدة قال أحمد: ليس بشيء، تركنا حدثيه منذ دهر.

وروى ابن عدي (٤) أيضًا من حديث أبي قتادة الحراني وغيره، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن مقسم، عن ابن عباس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر كانوا يتختمون في أيمانهم".

وفي "مسند الهيثم بن كليب" من حديث محمد بن أبي حميد،


(١) أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" برقم (١١٥٨)، وقال: قال النسائي، وأبو حاتم الرازي: عباد متروك.
(٢) ذكره الهيثمي في المجمع (٥/ ١٥٣) وقال: رواه البزار وفيه عيد بن القاسم، وهو متروك.
(٣) في الكامل (٦/ ٣٩٠) وقال: ومسعدة هذا ضعيف الحديث كل ما يرويه من المراسيل ومن المسند وغيره.
(٤) في "الكامل" (٤/ ١٩٤) عن أبي قتادة الحراني به إلا أنَّه قال: "في شمائلهم".