للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرواة عنه عَلَى الرفع.

وروى ابن عدي أن همامًا إِنَّمَا وَهِمَ في إدراج قوله: "كان إذا دخل الخلاء وضعه" فإن هذا من قول الزهري، وأما أول الحديث وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذ خاتمًا ولبسه فهو مرفوع، وقد جاء هذا مبيَّنًا في رواية عمر ابن شبة، ثنا حبان بن هلال، ثنا همام، عن ابن جريج، عن الزهري "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث لبس خاتمه كان إذا دخل الخلاء وضعه".

ووجه الحجة أنَّه إِنَّمَا نزعه لأنّ نقشه كان محمد رسول الله كما تقدم، وقد جاء ذلك مفسرًا في رواية البيهقي (١) من حديث يحيى بن المتوكل عن، ابن جريج عن الزهري، عن أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس خاتمًا نقشه محمد رسول الله، وكان إذا دخل الخلاء وضعه".

وروى الحافظ أبو بكر الجوزقاني من حديث المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه" (٢).

وقد أورد ابن أبي شيبة في "كتابه" (٣) من طريق عكرمة قال: كان ابن عباس إذا دخل الخلاء ناولني خاتمه.

وعن ابن عباس أنَّه قال: "كان سليمان بن داود -عليهما السلام- إذا دخل الخلاء نزع خاتمه فأعطاه امرأته" (٤).

والرواية الثانية": لا يكره، وهي اختيار أبي علي بن أبي موسى والسامري وصاحب المغني، وبَوَّب الخلال في جامعه "باب الخاتم فيه ذكر الله عز وجل أو الدرهم يدخل الخلاء وهو معه"، ولم يذكر في الخاتم سوى هذه النصوص لأحمد، وذكر في الدرهم ما رواه عنه صالح في الرجل يدخل الخلاء ومعه الدرهم. قال: أرجو أن لا يكون به بأس.


(١) في السنن الكبير (١/ ٩٥) وقال البيهقي: وهذا شاهد ضعيف.
(٢) أخرجه الجوزجاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" برقم (٣٤٤)، والبيهقي (٩٥).
(٣) المصنف (١/ ١١٢).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (١١/ ١١٢).