للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشباب؛ ومن القصيدة في المديح:

أي امريء بات من هارون في سخط ... فليس بالصلوات الخمس ينتفع

إن المكارم والمعروف أودية ... أحلك الله منها حيث تجتمع (١)

إذا رفعت امرءاً فالله يرفعه ... ومن وضعت من الأقوام يتضع

نفسي فداؤك والأبطال معلمة ... يوم الوغى والمنايا بينها قرع فأمر الرشيد له بمائة ألف درهم.

وكان محمد البيذق ينشد الرشيد أشعار المحدثين، وكان إنشاده يطرب أكثر من الغناء، فأنشده يوماً هذه القصيدة، فلما بلغ هذه الأبيات كان بين يديه خوان فرمى به من يديه وقال: هذا أطيب من كل طعام ومن كل شيء، وبعث إلى منصور النمري بسبعة آلاف دينار، قال البيذق: فلم يعطني منها ما يرضيني، وشخص إلى رأس عين فأغضبني فأنشدت هارون قوله:

شاء من الناس راتع هامل (٢) ... يعللون النفوس بالباطل حتى بلغت قوله:

إلا مساعير يغضبون لها ... بسلة البيض والقنا الذابل فقال هارون: أراه يحرض علي. ابعثوا إليه من يأتيني برأسه، فكلمه فيه الفضل بن الربيع فلم يفده. وتوجه إليه الرسول فوافاه في اليوم الثاني الذي مات فيه منصور، فأمر ينبشه وإحراقه، فشفع فيه الفضل ولم يزل إلى أن كف عنه.

ومن مديح قصيدته العينية في الرشيد قوله:


(١) الأغاني: تتسع.
(٢) ص: رايع هايل.

<<  <  ج: ص:  >  >>