للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به إلى القاهرة، فلم يمكنهم الشجاعي من التغدية، وكان نائب السلطنة في تلك السفرة، فأمر بالشواني كلها فربطت إلى الجانب الآخر، ونزل الجيش على الجانب الغربي. ثم مشت بينهم الرسل على أن يقيموا الملك الناصر محمد أخا الأشرف، فتقرر ذلك، وأجلسوه على التخت يوم الاثنين رابع عشر المحرم، وصار أتابكه كتبغا ووزيره الشجاعي، واختفى حسام الدين لاجين وقراسنقر المنصوري وغيرهما ممن شارك في قتله.

قال الشيخ شمس الدين الجزري رحمه الله تعالى: حدثني الأمير سيف الدين المحفدار (١) قال: كان السلطان رحمه الله قد نفذني بكرة إلى بيدرا بأن يتقدم بالعساكر، فلما قلت له ذلك نفر فيّ وقال: السمع والطاعة، كم تستعجلني! ثم إني حملت الزردخاناه (٢) والثقل الذي لي وركبت، فبينما أنا ورفيقي الأمير صارم الدين الفخري وركن الدين أمير جندار عند الغروب وإذا بنجاب قد أقبل فقلنا له: أين تركت السلطان؟ فقال: يطول الله أعماركم فيه؛ فبهتنا، وإذا بالعصايب قد لاحت، وأقبل الأمراء وبيدرا في الدست، فجينا وسلمنا، وساق معه ركن الدين أمير جندار، وقال له: يا خوند هذا الذي تم كان بمشورة الأمرا؟ قال: نعم أنا قتلته بمشورتهم وحضورهم، وها هم حضور وكان من جملتهم حسام الدين لاجين وبهادر رأس نوبة وقرا سنقر وبدر الدين بيسري؛ ثم إن بيدرا شرع يعدد ذنوبه وإهماله لأمور المسلمين واستهتاره بالأمرا وتوزيره لابن السلعوس، ثم قال: رأيتم الأمير زين الدين كتبغا؟ فقلنا: لا، فقال له أمير جندار: عنده علم من هذه القضية؟ قال: نعم، هو أول من أشار بها، فلما كان من الغد جاء كتبغا في طلب نحو من ألفين من


(١) المحفدار: هو الذي يتصدى لخدمة المحفة ومعناه ممسك المحفة (صبح الأعشى ٥: ٤٧٠) .
(٢) يقال لها أيضاً ((السلاح خاناه)) وتشتمل على أنواع السلاح، وصانع السلاح يسمى الزرد كاش (صبح الأعشى ٤: ١١ - ١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>