للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت: إن أبا داود قد رواه، فقال: قال أبو الوليد: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: «حفظت عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عشر ركعات، في اليوم والليلة»، فلو كان هذا لعَدَّه، قال أبي: كان يقول: «حفظت ثنتي عشرة ركعة» (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وأمَّا قبل العصر، فلم يقل أحد أنَّ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يُصلِّي قبل العصر، إلا فيه ضعف، بل خطأ» (٢).

وعليه فالصواب -والله أعلم-: أنه لا يُسَنُّ سُنَّة مقيَّدة قبل العصر، وإنما يبقى الأمر مطلقاً فمن شاء أن يُصلِّي ركعتين، أو أكثر من ذلك من قبيل التطوع المطلق، كما يصلِّي في غيرها من الأوقات سوى أوقات النَّهي فله ذلك، وأمَّا شيء مقيَّد قبل العصر فلا.

[أذكار الصباح المساء]

متى يبتدئ وقت أذكار الصَّباح، والمساء؟

وقت أذكار الصَّباح:

يبدأ من طلوع الفجر الصادق الذي هو وقت صلاة الفجر، فإذا أذَّن المؤذِّن لصلاة الفجر ابتدأ حينئذ وقت أذكار الصَّباح، وهذا قول عامة العلماء -رحمهم الله-.

وهناك قول آخر: أنَّ ابتداءها يكون من نصف الليل الأخير.

والصَّواب: قول عامَّة أهل العلم وهو طلوع الفجر، وسيأتي ما يدلّ على ذلك في كلام ابن القيِّم -رحمه الله-.

ووقت أذكار الصباح والمساء، ابتداءً وانتهاءً، مما اختلف فيه أهل العلم -رحمهم الله-؛ لأنه لم يَرِد نصّ مخصوص في تحديد وقتها، فاختلف أهل العلم: متى ينتهي وقت أذكار الصباح؟


(١) زاد المعاد (١/ ٣٠١).
(٢) الفتاوى (٢٣/ ١٢٥).

<<  <   >  >>