للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - الأكل مما يلي]

لما سبق من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- وفيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ».

قال النَّووي -رحمه الله-: «والثالثة: الأكل مما يليه؛ لأنَّ أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة، وترك مروءة، فقد يتقذره صاحبه، لاسيما في الأمراق وشبهها» (١).

وقال ابن حجر -رحمه الله-: «قلت: ويدلّ على وجوب الأكل باليمين، ورود الوعيد في الأكل بالشمال ففي صحيح مسلم من حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِشِمَالِهِ فَقَالَ: «كُلْ بِيَمِينِكَ» قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: «لَا اسْتَطَعْتَ» مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ (٢)» (٣).

٣ - أخذ اللقمة الساقطة، وإماطة ما بها من أذى، وأكلها.

فمن السُّنَّة أنه إذا وقعت اللقمة على سفرة الطعام، أو غيرها أن يأخذها، ويميط ما يعلق بها من أذى، ثم ليأكلها فإن في هذا تطبيق للسُّنَّة، ودحر للشيطان الذي يحرص على مشاركة منْ يأكل، ولو بلقمة ساقطة منه.

ويدلّ عليه:

حديث جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال: سمعت النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّ الشيطَانَ يَحْضر أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضرهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذَىً، ثُمَّ لْيَأْكُلْهَا، وَلَا


(١) شرح النووي لمسلم، حديث (٢٠٢٢)، باب: آداب الطعام والشراب وأحكامهما.
(٢) رواه مسلم برقم (٢٠٢١).
(٣) فتح الباري، حديث (٥٣٧٦)، باب: التسميةِ على الطعام، والأكل باليمين.

<<  <   >  >>