للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدلّ عليه: حديث أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَت ثُمَّ مَرَّتْ عَلَى القَوْم لِيَجِدُوا رِيْحَهَا فَهِيَ زَانِيَة» (١).

وحديث زينب امرأة عبد اللّه بن مسعود -رضي الله عنهما- قالت: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيباً» (٢).

وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُوراً، فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ» (٣).

- من السُّنَّة التيمُّن عند ترجيل الشَّعَر.

والمقصود بترجيل الشعر هو: مشطه، فإنَّ مِنْ السُّنَّة أن يبدأ بالجهة اليمنى، ثم اليسرى.

ويدلّ عليه: حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُعجِبهُ التَّيَمُّنُ في تَنَعُّلهِ وتَرَجُّلهِ وطُهورِه وفي شأنهِ كلِّه» (٤).

وتقدَّم أنَّ تقديم اليمنى في أعضاء الوضوء من السُّنَّة، وكذا هو في الغُسل فإنَّ من السُّنَّة البدء بالشق الأيمن قبل الأيسر، وكذلك تقدَّم قريباً أنَّ مِنْ السُّنَّة التيمُّن عند التنعّل، والموضع الثالث الذي يعجب النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- التيمُّن فيه في هذا الحديث هو: الترجُّل، وهو: تسريح الشعر، ويدخل فيه دهنه -والله أعلم-.

وفي قول عائشة -رضي الله عنها-: «في شأنِه كُلِّه» -أي أنه يعجبه التيمُّن في


(١) رواه أحمد برقم (١٩٥٧٨)، وأبو داود برقم (٤١٧٣)، والترمذي برقم (٢٧٨٦)، والنَّسَائي برقم (٥١٢٧)، وحسَّنه الألباني (صحيح الجامع ١/ ٥٢٥).
(٢) رواه مسلم برقم (٤٤٣).
(٣) رواه مسلم برقم (٤٤٤).
(٤) رواه البخاري برقم (١٦٨)، ومسلم برقم (٢٦٨).

<<  <   >  >>