للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأدلّ على التواضع، ولكن هذا في الطعام الذي يكفي فيه ثلاث أصابع، أمَّا الطعام الذي لا يكفي فيه ثلاث أصابع مثل: الأرز، فلا بأس بأن تأكل بأكثر، لكن الشيء الذي تكفي فيه الأصابع الثلاثة يقتصر عليها، فإن هذا سُنَّة النَّبي -صلى الله عليه وسلم-» (١).

قال النَّووي -رحمه الله-: وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّهِ الْبَرَكَةُ» معناه -والله أعلم: أنَّ الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة، ولا يدري أن تلك البركة فيما أكله، أو فيما بقي على أصابعه، أو فيما بقي في أسفل القصعة، أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يحافظ على هذا كله؛ لتحصل البركة، وأصل البركة: الزيادة، وثبوت الخير، والإمتاع به، والمراد هنا -والله أعلم-: ما يحصل به التغذية، وتسلم عاقبته من أذى، ويقوى على طاعة الله تعالى وغير ذلك» (٢).

٧ - التنفس خارج الإناء ثلاثاً.

مِنْ السُّنَّةِ شرب الإناءِ على ثلاث دفعات، والتّنفس بعد كل واحدة.

ويدلّ عليه: حديث أَنَسٍ -رضي الله عنه- قال: «كَانَ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَنَفَّسُ فِي الشرابِ ثَلَاثاً، وَيَقُولُ: «إِنَّهُ أَرْوَى، وَأَبْرَأُ، وَأَمْرَأُ»، قَالَ أَنَسٌ -رضي الله عنه-: «فَأَنَا أَتَنَفَّسُ فِي الشرابِ ثَلَاثاً» (٣)، وفي رواية أبي داود: «أهنأ» (٤)، بدل قوله: «أَرْوَى».


(١) شرح رياض الصالحين (٢/ ١٠٦٩).
(٢) شرح النووي لمسلم، حديث (٢٠٣٣)، باب: (استحباب لعق الأصابع والقصعة … ).
(٣) رواه البخاري برقم (٥٦٣١)، ومسلم برقم (٢٠٢٨).
(٤) رواه أبو داود برقم (٣٧٢٧)، وصححه الألباني (الصحيحة ٣٨٧).

<<  <   >  >>