للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادساً: وقت المغرب

فيه عِدَّة أمور:

الأمر الأول: من السُّنَّة كَفّ الصِّبيان أول المغرب.

الأمر الثاني: من السُّنَّة إغلاق الأبواب أول المغرب، وذكر اسم الله تعالى.

وفي فعل هذين الأدبين حفظ من الشياطين والجِنّ، ففي كفِّ الصبيان أول ساعة من المغرب حفظ لهم من الشياطين التي تنتشر ذلك الوقت، وكذا في إغلاق الباب هذه الساعة وذكر اسم الله تعالى عند إغلاقه، وكم من صبي وبيت تمكَّنت الشياطين منه في هذا الوقت وأهله لا يشعرون، فما أعظم رعاية الإسلام لصبياننا، ولبيوتنا!

ويدلّ عليه: حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ -أَوْ أَمْسيتُمْ- فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإنَّ الشيطَانَ يَنْتَشر حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللّهِ، فَإنَّ الشيطَانَ لَا يَفْتَحُ بَاباً مُغْلَقاً» (١)، وجنح الليل هو: إقباله بعد غروب الشمس.

وفي رواية لمسلم: «لَا تُرْسِلُوا فَوَاشيكُمْ، وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى تَذهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّ الشياطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتِ


(١) رواه البخاري برقم (٣٣٠٤)، ومسلم برقم (٢٠١٢).

<<  <   >  >>