للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مأخوذ من: المجمر، وهو: البخور، وأمَّا الألُوَّة، فقال الأصمعي، وأبو عبيد، وسائر أهل اللغة: والغريب هي: العود يتبخر به … ، وقوله: (غير مطراة) أي: غير مخلوطة بغيرها من الطيب، ففي هذا الحديث استحباب الطيب للرجال، كما هو مستحب للنِّسَاء لكن يُستحب للرجال من الطيب ما ظهر ريحه، وخفي لونه، وأمَّا المرأة فإذا أرادت الخروج إلى المسجد، أو غيره كرِهَ لها كل طيب له ريح، ويتأكَّد استحبابه للرجال يوم الجمعة، والعيد عند حضور مجامع المسلمين، ومجالس الذكر، والعلم، وعند إرادته معاشرة زوجته، ونحو ذلك -والله أعلم-» (١).

- وكان يَكرَه -صلى الله عليه وسلم- أن توجد منه ريح كريهة: فقد جاء عند البخاري في حديث طويل عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ» (٢). أي: الريح غير الطيبة.

- أطيب الطيب: المسك.

لما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخُدْرِيِ -رضي الله عنه-: «أَنَّ رَسُولَ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسرائِيلَ، حَشَتْ خَاتَمَهَا مِسْكاً، وَالْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ» (٣). ورواه أبو داود بلفظ: قالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «أطْيَبُ طِيبُكُم المِسْكُ» (٤).

فالأفضل للمسلم أن يتطيَّب بأفضل ما يجد، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتطيب عند إحرامه بأطيب ما يجد فعَن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ


(١) شرح النووي لمسلم، حديث (٢٢٥٤)، باب استعمال المسك وأنه أطيب الطيب وكراهة رد الريحان والطيب.
(٢) رواه البخاري برقم (٦٩٧٢).
(٣) رواه مسلم برقم (٢٥٢٢).
(٤) رواه أبو داود برقم (٣١٥٨)، وصححه الألباني (صحيح أبي داود ٣/ ٢٠٠).

<<  <   >  >>