للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يدلّ على سنيَّة التطيّب:

أ. حديث أَنَسٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (١).

- وأمَّا لفظ: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ» فضعيف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في رسالة منه إلى أصحابه، وهو في حبس الإسكندرية: «وكان النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ»، ثم يقول: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»، ولم يقل: «حُبِّبَ إلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ»، كما يرفعه بعض الناس، بل هكذا رواه الإمام أحمد، والنَّسَائي أنَّ المحبب إليه من الدنيا: النِّسَاء، والطيب، وأمَّا قرة العين، تحصل بحصول المطلوب وذلك في الصلاة» (٢).

ب. وعن أنسٍ -رضي الله عنه- أيضاً قال: «مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ، أَوْ عَرْفًا قَطُّ، أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ، أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-» (٤). والديباج: نوع من أنواع الحرير، والعَرف: هو الريح الطيب.

ج. وعن نافع، قال: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ -رضي الله عنهما- إِذَا اسْتَجْمَرَ، اسْتَجْمَرَ بِألُوَّةٍ، غَيْرَ مُطَرَّاةٍ، وَبِكَافُورٍ، يَطْرَحُهُ مَعَ الأَلُوَّةِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-» (٣).

قال النَّووي -رحمه الله-: «الاستجمار هنا: استعمال الطِّيب، والتبخّر به،


(١) رواه أحمد برقم (١٢٢٩٣)، والنَّسَائي برقم (٣٩٤٠). وقال الألباني في صحيح النَّسَائي: «حسن صحيح».
(٢) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٣١).
(٤) رواه البخاري برقم (٣٥٦١).
(٣) رواه مسلم برقم (٢٢٥٤).

<<  <   >  >>