للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤيده ما رواه مسلم في صحيحه، من حديث سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَعَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: «يَرْحَمُكَ اللّهُ»، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الرَّجُلُ مَزْكُومٌ» (١).

فتحصَّل مما سبق أنَّ العاطس لا يُشمَّت في حالين:

١) إذا لم يحمد الله تعالى.

٢) إذا زاد على ثلاث مرات؛ لأنَّه مزكوم.

[سنن التثاؤب]

٣) من السُّنَّة كظم الفم عند التثاؤب، أو ردُّه باليد.

ويدلّ عليه:

حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، إِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشيطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ هَا ضَحِكَ مِنْهُ الشيطَانُ» (٢).

وعند مسلم من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه-، قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشيطَانَ يَدْخُلُ» (٣)، فيكون كظم التثاؤب إمَّا بالتحكم عن طريق الفم، وذلك بمنع انفتاحه، أو بضغط الأسنان على الشفة، وإمَّا بوضع اليد على الفم، ونحو ذلك.

قال ابن حجر -رحمه الله-: «(وأمَّا التَّثاؤبُ فإنما هوَ منَ الشيطان)، قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرِّضا والإرادة


(١) رواه مسلم برقم (٢٩٩٣).
(٢) رواه البخاري برقم (٢٦٦٣).
(٣) رواه مسلم برقم (٢٩٩٥).

<<  <   >  >>