للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو كأن يكون جماعة، وجماعة أخرى متكافئة في العدد فأيهما يبدأ؟

الحق مشترك حينئذ؛ لتكافئهما، فالخيريَّة لمن يسبق بالسَّلام، فخيرهما الذي يبدأ بالسَّلام؛ لحديث أبي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هذَا، وَيُعْرِضُ هذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» (١).

٥) من السُّنَّة السلام على الصِّبيان.

لحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أَنَّهُ كَانَ يَمْشي مَعَ رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَمَرَّ بِصِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ» (٢).

وفي السَّلام على الصبيان: حملٌ للنَّفس على التواضع، وتعويد للصبيان على هذه الشعيرة، وإحياؤها في نفوسهم.

٦) من السُّنَّة السَّلام عند دخول البيت.

وهذا يدخل في عموم السَّلام، وذلك بعدما يستاك؛ لأنَّ السِّواك سُنَّة عند دخول المنزل، وهذا هو الموضع الرابع من مواضع تأكُّد سنيَّة السواك؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها- عند مسلم قالت: «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ» (٣)، فإذا بدأ بيته بالسِّواك دخل وسلَّم على أهل البيت، حتى أن بعض أهل العلم قال: من السُّنَّة أن تسلِّم إذا دخلت أي بيت ولو لم يكن فيه أحد؛ لعموم قوله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [النور: ٦١].


(١) رواه البخاري برقم (٦٠٧٧)، ومسلم برقم (٢٥٦٠).
(٢) رواه البخاري برقم (٦٢٤٧)، ومسلم برقم (٢١٦٨).
(٣) رواه مسلم برقم (٢٥٣).

<<  <   >  >>