للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» (١)، فيا ربِّ ألحقنا بركبهم، واعف عن تقصيرنا، وزللنا.

وعن أوْسِ بنِ حذيفة -رضي الله عنه- قال: «سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرآنَ؟ قَالُوا ثَلَاثٌ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشرةَ، وَثَلَاثَ عَشرةَ، وَحِزْبُ المُفَصَّلِ وَحْدَهُ» (٢)، وفي سنده ضعف؛ لضعف ابن يعلى الطائفي.

والمقصود بـ «ثلاث» أي: أول ثلاث سور في أول يوم، ثم الخمس التي تليها في اليوم الثاني، وهكذا حتى يختموا القرآن بأسبوع، هكذا كان الرعيل الأول مع أعظم الذكر وهو: القرآن، وحذا حذوهم من تبعهم من السلف؛ لأنهم تربوا على نهج مدرستهم، فقلَّما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم في كذا وكذا، ومعظم هدْيهم التسبيع، أي يختمون كل أسبوع.

وعن حماد بن زيد: عن عطاء بن السائب، أنَّ أبا عبد الرحمن قال: «أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات، لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن، فكنا نتعلم القرآن، والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم» (٣).

- الذِّكر فيه حياة للقلوب.

كثير منَّا لاسيما في هذه الأزمان، وكثرة الانشغال يشكو صدأ قلبه


(١) رواه مسلم برقم (٧٤٧).
(٢) رواه أحمد برقم (١٦١٦٦)، وأبوداود برقم (١٣٩٣).
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٢٦٩).
(٤) رواه البخاري برقم (٦٤٠٧)، ومسلم برقم (٧٧٩)

<<  <   >  >>