للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختلف العلماء في الركعتين في روايات (الثلاث عشرة)؛ لأن عائشة أخبرت بأنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يزيد على أحدى عشرة ركعة:

فقيل: هما سُنَّة العشاء.

وقيل: المراد بهما سُنَّة الفجر.

وقيل: هما ركعتان خفيفتان كان النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يفتتح بهما صلاة الليل، كما جاء في الحديث، ورجَّحه ابن حجر -رحمه الله- (١).

والأظهر -والله أعلم-: أنَّ هذا من باب تنوِّع الوتر، فالغالب من وتره -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يوتر بإحدى عشرة ركعة، وكان يوتر أحيانا بثلاث عشرة ركعة، وبهذا نجمع بين الأحاديث الواردة.

٣ - من السُّنَّة أن يستفتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين.

لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كَانَ رَسُولُ اللّه -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ، افْتَتَحَ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ» (٢).

٤ - من السُّنَّة أن يأتي بالاستفتاحات الواردة في صلاة الليل، ومن ذلك:

أ. ما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: كَانَ -أي النَّبي -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسرافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صراطٍ مُسْتَقِيم» (٣).

ب. ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:


(١) انظر: الفتح (٣/ ٢١).
(٢) رواه مسلم برقم (٧٦٧).
(٣) رواه مسلم برقم (٧٧٠).

<<  <   >  >>