للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحمد الله، والثناء عليه بين يدي حاجته، ثم يسأل حاجته كما في حديث فضالة بن عبيد» (١).

[مسألة: هل يمسح وجهه بيديه بعد دعاء القنوت؟]

الصحيح: أنه لا يُسَنُّ مسح الوجه بعد الانتهاء من الدعاء؛ لعدم الدليل على ذلك.

- وأمَّا قول عمر -رضي الله عنه-: «كانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذَا رَفَعَ يَدَيْهِ في الدُّعَاءِ لَمْ يَحُطَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ» (٢)، فهو حديث ضعيف؛ لأنّ مداره على: حماد بن عيسى الجهني، وهو ضعيف لا يُحتَج به، وقد ضعَّف الحديث العراقي، والنووي، وابن الجوزي، وقال يحي بن معين، وأبو زرعة: «حديث منكر»، زاد أبو زرعة: «أخاف ألّا يكون له أصل» -رحم الله الجميع-.

وله شاهد من حديث يزيد بن السائب رواه أبو داود، وأحمد، لكنه ضعيف؛ لأنّ مداره على ابن لهيعة، وهو ضعيف.

فالسُّنَّة ترك المسح على الوجه بعد الدعاء؛ لأنه لم يثبت فيه دليل عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ولم يصحّ عن الصحابة -رضي الله عنهم- لا في قنوت الوتر، ولا في غيره، لا داخل الصلاة، ولا خارجها. سُئِل الإمام مالك -رحمه الله- عن الرجل يمسح بكفيه وجهَه عند الدعاء، فأنكر ذلك، وقال: «ما علمت» (٣).

وقال المروزي -رحمه الله-: «وأمَّا أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد، وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من


(١) الوابل الصيب (ص ١١٠).
(٢) رواه الترمذي برقم (٣٣٨٦).
(٣) انظر: كتاب الوتر للمروزي (ص ٢٣٦).

<<  <   >  >>