للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدلّ عليه: ما ثبت عند البخاري -رحمه الله- من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: «أنَّ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَأَ مَرَّة، مرَّة» (١).

وثبت عند البخاري أيضا من حديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-: «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ، مَرَّتَيْنِ» (٢).

وثبت في الصحيحين من حديث عثمان -رضي الله عنه-: «أنَّ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا» (٣)، ولذا فمن الأفضل التنويع أحياناً، فأحياناً يتوضأ مرَّة، مرَّة، وأحياناً مرَّتين، مرَّتين، وأحياناً ثلاثاً، ثلاثاً، وأحياناً يخالف في العدد، فيغسل مثلاً الوجه ثلاثاً، واليدين مرتين، والقدمين مرَّة، كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- في رواية أخرى (٤)، ولكن الأغلب أن يأتي بالكمال ثلاثاً، ثلاثاً، فهو هدي النَّبي -صلى الله عليه وسلم-.

١٠. الدعاء الوارد بعد الوضوء.

عن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَأُ فَيُبْلِغُ -أَوْ فَيُسْبِغُ- الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلهَ أَلاَّ اللّهُ، وَأَنَّ مُحمَّداً عَبْدُ اللّهِ وَرَسُولُهُ، إلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» (٥).

أو ما جاء في حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من توضأ ففرغ من وضوئه فقال: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِطَابِع (٦)، ثُمَّ رُفِعَتْ تَحْتَ الْعَرْش


(١) رواه البخاري برقم (١٥٧).
(٢) رواه البخاري برقم (١٥٨).
(٣) رواه البخاري برقم (١٥٩).
(٤) زاد المعاد (١/ ١٩٢).
(٥) رواه مسلم برقم (٢٣٤).
(٦) الطابع: بفتح الباء وكسرها، لغتان فصيحتان، وهو: الخاتم، ومعنى طَبَعَ: خَتَمَ.

<<  <   >  >>