للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - أنَّها علامة على أنَّ العبد أوَّاب -أي رجَّاع إلى ربه-، لاسيما إذا صلاها في وقتها الفاضل، وهو آخر الوقت، كما في حديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- السَّابق عند مسلم.

٤ - أنها صلاة محضورة، مشهودة، تشهدها الملائكة -عليه السلام- كما في حديث عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- السَّابق عند مسلم.

قال النَّووي -رحمه الله-: قوله -صلى الله عليه وسلم-: «فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ» -أي تحضرها الملائكة فهي أقرب إلى القبول-، وحصول الرحمة (١).

فائدة: روى أحمد وأبو داود حديث نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، لَا تُعْجِزْنِي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي أَوَّلِ نَهَارِكَ، أَكْفَكَ آخِرَهُ) (٣) وأخرجه الترمذي من حديث أبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ذَرِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: ابْنَ آدَمَ الكَعْ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفَكَ آخِرَهُ (٤)، واختلف العلماء في المراد بهذه الأربع ركعات فذهب بعضهم إلى أن المراد ركعتين ركعتين من صلاة الضحى، وذهب بعضهم إلى أن المراد بها صلاة الفجر، سنتها قال ابن القيم: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذه الأربع عندي هي الفجر وسنتها (٥)، وقال الشوكاني: «قيل:» يحتمل أن يراد بها فرض الصبح وركعتا الفجر؛ لأنها هي التي في أول النهار حقيقة ويكون معناه: كقوله: من صلى الصبح فهو في


(١) شرح النووي لمسلم، حديث (٨٣٢)، باب إسلام عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-.
(٢) رواه أحمد في مسنده (٢٢٤٦٩)، وأبو داود في سننه (١٢٨٩).
(٣) أخرجه الترمذي في سننه برقم (٤٧٥) والحديث حسنه الذهبي في السير (٩/ ٣٢٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٣٣٩).
(٤) زاد المعاد (١/ ٣٤٨).
(٥) رواه مسلم برقم (٧١٩).

<<  <   >  >>