للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحكمة من انتشار الشياطين في هذا الوقت دون النهار، كما ذكر ابن حجر -رحمه الله-: «لأنَّ حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار؛ لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وكذلك كل سواد» (١).

قال الإمام ابن عبد البر -رحمه الله-: وفي هذا الحديث الأمر بغلق الأبواب من البيوت في الليل، وتلك سُنَّة مأمور بها، رفقا بالناس؛ لشياطين الإنس والجن، وأمَّا قوله: «فَإِنَّ الشيطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا غَلَقًا، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءً» فذلك إعلام منه، وإخبار عن نِعَم الله -عزَّ وجلَّ- على عباده من الإنس، إذ لم يُعْطَ قوة على فتح باب، ولا حل وِكَاء، ولا كشف إناء، وأنه قد حُرِم هذه الأشياء، وإن كان قد أعطي ما هو أكثر منها من التخلل، والولوج حيث لا يلج الإنس» (٢).

وقال الخطيب الشربيني الشافعي -رحمه الله-: «ويُسَنّ إذا جنّ الليل تغطية الإناء ولو بعرض عود، وإيكاء السقاء، وإغلاق الأبواب مسمياً الله تعالى في الثلاثة، وكفّ الصبيان، والماشية أول ساعة من الليل، وإطفاء المصباح للنوم» (٣).

- وكفِّ الصبيان، وإغلاق الأبواب أول المغرب إنما هو من باب الاستحباب (٤).

الأمر الثالث: صلاة ركعتين قبل المغرب.

لحديث عبد اللّه بن مُغَفَّل المُزني -رضي الله عنه- عنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ»، -قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شَاءَ»، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا


(١) فتح الباري، حديث (٣٢٨٠)، باب صفةِ إبليسَ وجنودهِ.
(٢) الاستذكار (٨/ ٣٦٣).
(٣) مغني المحتاج (١/ ٣١).
(٤) انظر: فتاوى اللجنة الدائمة (٢٦/ ٣١٧).

<<  <   >  >>