للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سابعاً: وقت العشاء

فيه عِدَّة أمور:

الأمر الأول: يُكره الحديث، والمجالسة بعدها.

لحديث أبي بَرْزَةَ الأسْلَميِّ -رضي الله عنه- السَّابق، وفيه: «وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا».

ولا يُكره أن يتحدَّث الإنسان بعد العِشاء إن كان في طلب علم، أو عمل في مصالح المسلمين، أو الشغل، أو مسامرة أهل، وضيف، ونحوه.

ويدلّ عليه:

أ) حديث عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا مَعَهُمَا» (١).

ب) حديث ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: «بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لَيْلَةً وَالنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَهَا؛ لِأَنْظُرَ كَيْفَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِاللَّيْلِ، فَتَحَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَقَدَ» (٢).

وسبب الكراهة -والله أعلم-: أنَّ نومه يتأخر، فيُخَافُ منه تفويت الصبح عن وقتها، أو عن أولها، أو يفوته قيام الليل ممَّن يعتاده، ولذا ذمَّ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الرجلُ الذي ينام الليل كله حتى يُصْبِح، ولا يقوم لصلاة


(١) رواه أحمد برقم (١٧٨)، والترمذي وحسنه برقم (١٦٩)، وصحح إسناده الألباني (الصحيحة ٢٧٨١).
(٢) رواه البخاري برقم (٧٤٥٢)، ومسلم برقم (٧٦٣).

<<  <   >  >>