للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الفور، ويستحب أن يرد على المبلِّغ، كما أخرج النَّسَائي عن رجل من بني تميم أنه بلَّغ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- سلام أبيه، فقال له: «عَلَيْكَ، وَعَلَى أَبِيكَ السَّلَامُ»، وقد تقدَّم في المناقب أن خديجة -رضي الله عنها- لمَّا بلَّغها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل -عليه السلام- سلام الله تعالى عليها، قالت: «إِنَّ الله هُوَ السَّلامُ، وَمِنْهُ السَّلامُ وَعَلَى جِبْرِيلَ السَّلامُ»، ولم أرَ في شيء من طرق حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها ردَّت على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فدلّ على أنه غير واجب» (١).

٩) السَّلام عند دخول المجلس، وعند مفارقته أيضاً.

يُسَنُّ لمن أراد أن يقوم من المجلس، ويفارقه أن يُسلِّم عليهم قبل أن يفارقهم، كما سلَّم حين قَدِم عليهم.

لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى المَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، فإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ، فلَيْسَتِ الأولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ» (٢).

١٠) تُسَنُّ المصافحة مع السَّلام عند اللُّقيا.

وعلى هذا عمل الصحابة -رضي الله عنهم-، دلَّ عليه: حديث قَتادةَ -رضي الله عنه- قال: «قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَكَانَتْ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: نَعَمْ» (٣).

١١) يُسَنُّ التبسّم، وطلاقة الوجه عند اللقاء.

لحديث أَبِي ذَرّ -رضي الله عنه- قال: قال لي النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شيئاً، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ» (٤)، وعند الترمذي من


(١) الفتح، حديث (٦٢٥٣)، باب: إذا قال: فلانٌ يُقرئك السلام.
(٢) رواه أحمد برقم (٩٦٦٤)، وأبو داود برقم (٥٢٠٨)، والترمذي برقم (٢٧٠٦)، وصححه الألباني (صحيح الجامع ١/ ١٣٢).
(٣) رواه البخاري برقم (٦٢٦٣).
(٤) رواه مسلم برقم (٢٦٢٦).

<<  <   >  >>