للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاستغلاله، وخلاصة الأمر: أن يكون تعاملهما مبنيَّاً على السَّماحة، واللين.

ويدلّ عليه: حديث جابرِ بنِ عبدِ الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا؛ إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضى» (١).

وكذلك إذا طالب بقضاء حَقِّه، فإنَّ من السُّنَّة أن يُطالب بسهولة ولين؛ لقول النَّبي -صلى الله عليه وسلم-: «وإذا اقتضى».

قال ابن حجر -رحمه الله-: ««وإذا اقتضى»، أي: طلب قضاء حقه بسهولة وعدم إلحاف، وفي رواية حكاها ابن التَّين «وإذا قضى» أي: أعطى الذي عليه بسهولة، بغير مطل، وللترمذي والحاكم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ، سَمْحَ الشراءِ، سَمْحَ الْقَضَاءِ» (٢)، وللنَّسَائي من حديث عثمان -رضي الله عنه- رفعه: «أَدْخَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا وَبَائِعًا وَقَاضيا وَمُقْتَضيا الْجَنَّةَ» (٣)، ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- نحوه، وفيه الحضّ على السَّماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة والحضّ على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم» (٤).

صلاة ركعتين بعد كل وضوء.

وهذه من السُّنَن اليوميَّة التي يترتب عليها فضل عظيم، وهو: دخول الجنة، فعَن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ:


(١) رواه البخاري برقم (٢٠٧٦).
(٢) رواه الترمذي برقم (١٣١٩).
(٣) رواه النسائي برقم (٤٦٧٠).
(٤) الفتح، حديث (٢٠٧٦)، باب: السُّهولةِ والسَّماحةِ في الشراء والبيعِ ومَن طَلبَ حقّاً فلْيَطْلُبهُ في عَفاف.

<<  <   >  >>