ما يراه النائم لا يخلو من ثلاث أحوال جاءت في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند مسلم:
١ - رؤيا صالحة، وهي بشرى من الله -عزوجل-، ولها آداب ستأتي.
٢ - رؤيا تَحزين، وهي من الشيطان، ولن تضر العبد إذا امتثل آدابها وستأتي.
٣ - أن يرى ما حدَّث به نفسه قبل نومه، فليست بشيء.
وكثيراً ما يرى النائم في منامه أشياء تجعله يقوم إمَّا أن يظل يومه مسروراً، أو يظل مهموماً قلقاً، وفي سُنَّة النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ما يجعل العبد دائماً مطمئناً على أيَّة حال، وأي مرأى رآه، ولكنها الغفلة عن سُنَّة النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فتجد كثيراً ممّن يرى ما يكره يقلق، ويبذل قصارى جهده للوصول إلى معبِّرٍ يُعَبِّر له ما رآه -في زمن كثر فيه المعبِّرون على خلاف عصور السلف الفاضلة-، وربما وجدت ذلك الرائي يصل به الحد؛ لأن يسأل عن تفاصيل، وربما ترجَّى من يعبِّر له بأن يطمئنه، مع جزمه بصواب ما قد يُعبَّر له إلى غير ذلك من المحاذير في هذا الأمر -وليس هذا موطن ذكرها، وقد ذكرت شيئاً منها في رسالةٍ أسميتها (يا صاحب الرؤيا تمهل) -، ومن عرف سُنَّة النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- في ذلك لم يصبه ذلك الهلع، والخوف؛ لإيقانه بفضائل هدي خير المرسلين -صلى الله عليه وسلم-.
فمن السُّنَن في هذا الباب، ما جاء في هذه الأحاديث:
عن أبي سلمة -رضي الله عنه- قال: إِنْ كُنْتُ لأَرَى الرؤْيَا تُمْرِضُنِي، قَالَ